الاثنين، 18 ديسمبر 2006

التحرش الجنسى 2

قالت .. كنت فى العاشرة من عمرى عندما جاء أحد الأقرباء ليقيم لدينا عدة أيام فى منزلنا بالقاهرة .. فهو يعمل فى دولة من دول الخليج ويحضر إلى مصر ليزور أهله كل سنة .. يقيم فى منزلنا يوما أو بعض يوم كى يتمم بعض الإجراءات فى القاهرة .. لأن بيت أهله فى محافظة أخرى من محافظات مصر .. طيب .. ظريف .. مهذب .. دمث الخلق .. متدين .. هكذا عرف بين أهلى جميعا ..
نائمة أنا فى سيارة ابى .. على الكنبة الخلفية .. يقود ابى ويجلس بجواره عمى .. يجلس هو بجانبى فى الكنبة الخلفية .. تتسلل يده بخفة ليدلك ظهرى برفق ..
مرة بعد أخرى تتسلل يده إلى أماكن حساسة من جسدى..
مرة بعد أخرى يحضر إلى غرفة نومى ليلا ليعرينى ويفرغ رغبته بمتعة النظر إلى جسدى الصغير العارى..
مرة بعد أخرى يلامس جسده جسدى بلا ضمير..
لم أفهم ابدا حتى سن متقدمة لماذا كانت ملابسى دائما مبللة بعد ذهابه..
لم أعترض .. ولكننى كنت أهرب .. أحاول دائما الهرب .. حاولت أن ألفت نظر الأهل بطرق مختلفة لم تكن منها الحديث بصراحة عما يحدث .. ما بحبوش .. غلس .. هو بييجى ليه عندنا كل سنة .. هو ليه بيفضل سهران قدام التليفزيون حتى بعد ما كلكوا تناموا.. ولم يفهم أحد .. عيب يا بنت .. دة ضيف .. دة قريبنا .. دة ولد ممتاز كنت أتمنى يكون لى ابن زيه ..
وتكرر المشهد كل عام فى الأجازة الصيفية للعاملين بالخليج .. وكان يتكرر خلال شهرى الأجازة عدة مرات ..
وأنا فى الإعدادية .. مراهقة صغيرة ذات 14 ربيع .. قررت فجأة أنى مستاءة جدا مما يحدث لى .. وانه قد آن الأوان لأقول لا
وقد حدث .. حاول عدة مرات .. وقلت لا .. وتوقف عن ذلك .. وتوقف عن الزيارة ايضا.
لمت نفسى كثيرا .. وشعرت بالدونية والإحتقار لنفسى .. لقد توقف عندما قلت لا .. لماذا لم اقل لا منذ البداية؟
وعشت سنينا طويلة بعقدة الذنب .. ألوم نفسى كأننى المتهم وليس الضحية .. كرهت أن ألوم نفسى .. فقررت أن أتجاهل الأمر .. أنساه أو أتناساه
ولم أتعلم .. ولم أستطع أن أقول لا بسهولة فيما بعد .. فقط عندما واجهت وحش التجربة بداخلى .. كرهت أن أتذكر فتناسيت .. كرهت أن أتعرض للوم فصمت .. كرهت أن أفكر فغيبت عقلى .. وفجأة حاولت أن أفهم لماذا كل هذا الخنوع والإستسلام للآخرين .. لماذا لا أستطيع أن اقول لا؟ ولماذا يستغلنى تقريبا الغالبية ممكن يعرفوننى ؟ ..
لقد بحثت وفهمت .. و وجدت السبب .. لقد عوملت معاملة سيئة طوال الوقت سواء منه أو من نفسى .. عاملت نفسى بإحتقار لا بإحترام .. بإزدراء لا بتقدير .. تركت الجميع يستغلوننى ويخدعوننى واخترت لنفسى دائما الأدنى .. فى داخلى شعرت دائما أننى لا استحق أكثر من هذا .. لا استحق سوى الإحتقار .. فإحتقرتنى وتركت الآخرين يفعلون ..
الآن وبعد أن واجهت نفسى وفهمتها .. عذرتنى .. وربتت على ظهرى برفق استحقه .. اخترت شخصا مقربا وحكيت حكايتى .. ارتحت .. اتنفست .. حلقت عاليا .. فهمت نفسى أخيرا .. سامحت نفسى أخيرا .. ولكننى أبدا لن اسامحه .. هو .. المتحرش بالطفولة .. قاتل الأحلام والإنسانية فى مخلوق ضعيف صغير وحيد ..

هناك 15 تعليقًا:

غير معرف يقول...

ماهو فعلاً المظاهر بتخدع ممكن يكون أخلاق الفرد وتدينه رد فعل ضد الرغبات اللى عنده (تسمى هذه الحالة علمياً بالتكوين العكسى) إيه المشكلة يعنى وبعدين المفروض إنها ماتلومش نفسها بالشكل ده لأن هيه فى الأول ما كانتش فاهمة إزاى تتعامل معاه الغلطة هنا حتى مش غلطته إحنا مش إتفقنا إنه ممكن يكون ضحية التحرش مشروع متحرش ?
وبعدين هيه حاولت تقاوم بس عن طريق الإستعانة بالأبوين وهما طبعاً ماشيين زى المجتمع المسطول اللى إحنا فيه يعنى عندهم مقاييس خايبة وعبيطة بيحكموا بيها عالناس تفرق إيه واحد متدين أو غير متدين ده غالباً التدين بيدارى مصايب المتدين بيحاول يداريها عن نفسه قبل الناس
بس كويس إنها تجاوزت الحكايه دى وفيه ناس كتير بتتجاهلها بس المهم المصارحة مش بس قدام نفسى لا قدام القريبين منى و الأهم جداً إن أنا لو مرتبط بحد يكون عارف عتى كل حاجة ومفيش داعى للخجل من الكلام فى المواضيع الجنسية بصفة عامة ومش عاب بالنسبه لى أنا كراجل إتى أبان ضعيف قدام اللى أنا مرتبط بيها والكلام صحيح بالنسبة للست لأن مفيش حد كامل

أسوور يقول...

شكرا يا ايوب على التعليق والإهتمام بما أكتب .. انت بتدينى دافع دائم لإستكمال ما بدات
لنن تتخيل كم الحكايات اللى زى دى .. مدفونة جوانا .. بتحاربنا وبنحاربها .. أمراض نفسية ومشاكل اجتماعية دمرتنا وخلتنا مستسلمين بحجة القدر والنصيب
شكرا ليك مرة تانية

غير معرف يقول...

كتاباتك جريئه وسط مجتمع خايف خايف يتكلم خابف يواجة خايف يعرف أو يشوف الحقيقة ويهرب على طول ورا كلمة "عيب ماتقولش كده". كل العيب بيحصل حوالية وجواة بس في النهاية عيب ماتقولش! في النهاية الإنسان موقف وكلامك ده موقف ..ماتخافيش من الممنوع طالما صح..وكلامك صح. هاني

أسوور يقول...

نورت البلوج بجد .. وأشكرك على تشجيعك الدائم لى .. صديق حقيقى فى زمن أصبح فيه الخل الوفى من المعجزات

أسوور يقول...

Ironcobra
أنا مش بقول ان كل الناس وحوش ولا بأتهم حد .. أنا بادعو للتخلص من التجارب المؤلمة اللى جاثمة على النفوس و واقفة فى طريق ناس عاشوها .. ربنا يحفظك

محمد عبد الغفار يقول...

أفهم واتفهم لماذا قالت لا متأخراً جداً واعذرها فى هذا او فى لومها لنفسها الاقاسى فهى ضحيه اهلها قبل ان تكون ضحيه هذا المتعفن
اما نساينها ما تعلمته فيمابعد وعدم قدرتها على ان تقول لا مره اخرى الى ان اصبح الجميع مستغلين لها فلم استطع فهمة
وقد اعذرها لأنى لم امر بتحربه مماثله فاعرف الأحساس المسيطر على مثلها والضغوط النفسيه التى تتعرض لها بعد تجربه هذا الدنئ معها

أشعر بالشفقه على كل من تعرض لتجارب مماثله هتكت طفولته ولا اجد حيله غير انى افتح عينى جيداً لأحمى ابنى لعلنى استطيع حيث ان من مأمنه يؤتى الحذر

أسلوبك رائع فى الكتابه واهم ما يميزه خلوه من الكلمات الفاضحه رغم حساسيه الموضوعات ومدونتك فى مجملها أعجبتنى وستجدى وصله لها فى مدونتى
keep going

أسوور يقول...

محمد عبد الغفار

انت مشجع جدا .. ولك حق تخاف على ابنك .. وأهم حاجة انك توعيه وتعلمه الصراحة والصدق وانه ما يخافش انه يحكيلك على أى حاجة ولازم تلاحظ أى اشارات يرسلها طفلك بخصوص أى شخص .. مدرس .. قريب .. صديق للعائلة .. الأطفال مش بيقدروا يحكوا مباشرة .. لكن بيبعتوا اشارات .. ربنا يخليلك ابنك .. دول قرة العيون ..

أسوور يقول...

Ironcobra

تخيل فى كتير .. مرضى .. وبيزيدوا .. ربنا يحفظ أبنائنا

محمد عبد الغفار يقول...

نصائح مفيده جداً ، والله اتعلمت منها فعلاً

غير معرف يقول...

هوه الكلام اللى أنا قلته ده يا ياسمين أغلبه من واقع معرفتى بحالة أو إتنين

أسوور يقول...

أيوب
تخيل لما كل واحد مننا بيعرف كام حالة .. دة غير انك تضرب الرقم اللى تعرفه فى 2 عشان تعرف الرقم الحقيقى بالتقريب .. يبقى لازم نخاف بجد على ولادنا .. بس من غير ما نخنقهم .. بالصراحة والتقرب منهم

micheal mohsen يقول...

بجد أنا متعاطف معاكي جدا و أتمني من كل قلبي انك تكويني من جوايكي تخطيتي الحاجز النفسي للتجربة الصعبة دة

غير معرف يقول...

الأخت العزيزة ياسمين، أدعو الله أن يحفظك ويحفظ أطفالنا ونساءنا من كل سوء. و أثناء قراءتي لموضوعك تخيلت ابن أخي وأطفالنا جميعا يمرون بنفس الظروف المشابهة وقد روعني الأمر. تذكرت طفولتي و مدى خوف وقلق والدي ووالدتي علي من كل شخص قريب أو بعيد، تذكرت عدم تفهمي لهذا القلق بل وشعوري أحياناً بالاختناق من حصارهم لي وحمايتهم الزائدة عن الحد، وعرفت مدى سذاجتي في عدم إحترام خبرتهم الحقيقية بالحياة ونفوس البشر. ولكني أيضاً شعرت باللوم تجاه كل أبوين لم يشعروا بأهمية توعية أبناءهم بالمخاطر المحيطة بهم حتى بداخل غرف نومهم ومن أقرب الأقرباء إليهم. فمازلنا كشرقيين ندعي أن مشاكل الغرب من إغتصاب وتحرش جنسي سواء بالنساء أو الأطفال لم تصلنا، وأننا في أمان منها ولذا لسنا بحاجة للتوعية بالمشاكل المتعلقة بالجنس بما يشمله من الشعور بالكبت والتحرش والقمع. وتنساينا تماما الأعداد المتزايدة من حالات الإغتصاب والتحرش التي تقع في مصر و على قارعة الطريق وأمام أعيننا ( وحادثة التحرير ليست بعيدة عنا)والناتجة عن المؤثرات الواردة إالينا من الفضائيات والتي تسبب شعور بالكبت لدى الشباب الغير قادر على الزواج.أعتقد أننا في أمس الحاجة لتعليم أبناءنا وبناتنا كيفية التعامل مع المواقف المشابهة، وأن نتخلى عن فكرة عيب نتكلم في الحاجات دي انتي لسه صغيرة! وأن الإعتراف واللجوء إلى مساعدة الآخرين قد يسبب لنا الفضيحة او الملامة من الآخرين (لأننا كمجتمع شرقي ننظر للمرأة دائما كالمذنبة فهي التي تغري الرجل وهي التي تشجعه وتوحي له بموافقتها حتى إن كانت بريئة من كل ذلك)، وقد تعرضت إحدى معارفي(فتاة محجبة في منتصف العشرينات) العام الماضي لواقعة تحرش في مكان العمل بعد مواعيد العمل الرسمية وخافت التبليغ عنها لأنها تدرك عن يقين أن الجميع سوف يتهمها هي الضحية ولن يخسر هو شئ سوى تحذير كتابي يضاف إلى ملف العمل الخاص به! وسوف يتناسى الجميع أخلاقها التي تميزت بها وسط زملائها (أمال يعني إيه اللي طمعه فيه؟ أكيد هيه اللي فتحت له الباب؟ ياما تحت الساهي دواهي! شوفوا اللي كنا نفتكره موسى يطلع فرعون! وطبعا سوف يصبح موضوع الساعة للجميع) وبالرغم من إعتراضي الشديد من الصمت والخوف من الفضيحة والذي يثبت للمتحرش إنه بالإمكان الإفلات بجريمته وتكرارها مع الآخرين، إلا إنني أقدر تماما شعور كل فتاة وطفل مروا بتلك التجربة، وعن يقين أقول إذا كنت في هذا الوضع لن أمتلك الشجاعة للمجازفة بكل شيئ في مقابل تجريمه والتشهير به والذي سوف ينتج عنه بالطبع التشهير بي في مجتمع شرقي لايرحم المرأة.
أعتذر إن أطلت عليكم، وأدعو من الله أن يحفظنا جميعاً.

أسوور يقول...

والله الحكايات أكتر مما تخيلنا
انت عندك حق وربنا يحفظ الجميع
ليه ما فيش بلوج تذكر فيه تلك الحكايات لتوعية الناس والمجتمع

إيمان قنديل يقول...

تعرفي يا آسر


أنت الوحيدة التي علقتي على بوست اللذة بيد الخدم وقلتي ان الأطفال يشعرون بالفعل بلذة جنسيه رغم معارضه جميع المعلقين بل وأعتبروها سقطة في البوست بل وأنني بالغت عندما قلت ذلك،
===============
وأصارحك ياعزيزتي أن هذا البوست هو تجربة شخصية مررت بها في طفولتي والحمد لله أنها مرت بسلام لكنني مازلت أذكرها حتى الآن


وقد علمتني كيف لا أثق بالآخرين وكيف أحمي أبني وأبنتي فيما بعد
؟؟؟
وللأسف تلك الآراء كانت تعبر بوضوح عن بيئتنا الإجتماعية والتي تعتقد أن الطفل لايعرف شيئا عن الجنس ، نعم هو لايعرف لكن هناك الأياد التي تعبث به وتنتهك براءته خلسة وبعدها يعرف المعني الحقيقي للجنس،


======
وماحدث لتلك الفتاه في هذا البوست يحدث مرارا وتكرارا من الأهل والأقارب الذين يظن الأهل أنهم طيبون ومحترمون وأنهم لايمكن أن يفعلوا شيئا من هذا تجاه أولادهم وبناتهم ،والحقيقة أن المصائب لا تأت من هؤلاء الضيوف أو الأقارب



المصيبة والبلاء الحقيقي من الأم العبيطه التافهه التي تترك أولادها للذئاب يعبثون بهم بل تدفعهم أحيانا للنوم في احضانهم بأن تقول له خلي عمو والا ابيه والا أنكل ينام جنبك ياحبيبي ويفعل هذا الأنكل مايدمر به الطفل، وهناك أم تافهه جاهله لاتعرف شيئا عن الدنيا تترك ابنتها في حضن جارتها أو قريبتها، أو تتركها تعود من المدرسة لتجد أحد الأقارب الذي أتي من البلد أو آتي من الخارج وحل عليهم ضيفا

==========

قبل أن نحاسب هؤلاء الذين يعتدون على براءة اولادنا فلتحاسب كل أم عبيطه غبية نفسها اين كنت ولماذا لم أحم أولادي، وأقول الأم لأن الأم من المفروض أن تلعب دور الأسد في حماية أولادها ، وزي مابيقول المثل الوقاية خير من العلاج، ماذا يفيد أن تعرف أن ابنها أو بنتها تعرضوا للتحرش والأغتصاب بعد وقوع الحدث ، لماذا لم تقم من الأول بمنع وقوع الفعل على فلذات أكبادها


===========
أحيك ياحبيبتي على هذا البوست الذي أبدعت في كتابته وصياغة تفاصيله

============
دائما أحني رأسي لك أعجابا يا آسر